إنها المرة الأولى والحاسمة منذ سنوات طويلة التي يدخل فيها قطبي
مدينة مانشستر الانكليزية في صراع محتدم على لقب البريمير ليغ.. صراع معقد
ومرير لن تحسمه سوى تلك المباراة المشتعلة على ملعب الاتحاد الخاص
بالسيتيزنز.
وربما تكون المرة الأولى التي يخرج فيها تشيلسي وآرسنال وليفربول
من الصراع المبكر على لقب الدوري الانكليزي لكرة القدم، ويتصدى فريق
مانشستر يونايتد للدفاع عن لقبه ضد جاره اللدود مانشستر سيتي والذي دخل
دائرة المنافسة منذ الموسم الماضي محرزا كاس انكلترا تحت جناح مالكه الجديد
الشيخ الإماراتي الذكي والموهوب منصور بن زايد.
السير اليكس فيرغسون، ذلك المدرب العجوز والذي قضى 25 عاما في سدة
الحكم متربعا على عرش القيادة الفنية لفريق الشياطين الحمر، يرى أن هذا
الدربي المنتظر الإثنين هو الأكثر أهمية في حياته العامرة بالأحداث المثيرة
والانجازات الكبيرة.
في الوقت ذاته تؤكد مصادر السيتيزنز أن الخطأ ممنوع على الفريق
الذي توج مرتين فقط بلقب الدوري آخرهما العام 1968، وإلا فإن العقوبة هي
"الكي".
وترى لماذا يعتبر هذا الدربي الأخطر في مسيرة السير وصغاره؟ ولماذا
يرى البعض أن رقبة المدرب الايطالي روبيرتو مانشيني ستكون تحت المقصلة في
حال خسر السيتي المباراة وتلاشت آماله بالتتويج؟.. ولماذا يصمم عشاق الكرة
الانكليزية على اعتبار مباراة ملعب الاتحاد أكثر أهمية من كلاسيكو الكرة
الاسبانية؟.. لنحاول التعرف على العوامل التي تجعل هذا الدوري هو الأفضل
على الإطلاق من حيث الأهمية..!
1
- جاران سيئان
تنطبق شروط الجار "النكد" على مانشستر سيتي الذي طالما لعب دور
"المنغص" على مانشستر يونايتد، ورغم أنه في السنوات الخالية لم يكن منافسا
على الألقاب بعكس جاره، إلا أنه مثل دائما العقبة الكأداء أمام بطل الدوري
ونجح في إحراجه عديد المرات.
ولم تكن العلاقة في أي يوم من الأيام طيبة بين جمهور الفريقين،
ورغم أنهم يعيشون الجوار في كل شيء إلا أن حالة العداء بينهم لا يمكن
تفسيرها، وهذا هو الخطير، بعكس ما يحصل عند بقية الفرق التي تتعزز لديها
المنافسة بعوامل الانقسام الجغرافي والتاريخي، والملكي والبرشا خير دليل
على ذلك.
2
- نتيجة الذهاب
تعتبر الهزيمة الساحقة التي مني بها فريق الشياطين الحمر على ملعبه
أولد ترافورد في ذهاب الدوري، عاملا من عوامل تأجيج الصراع بين الفريقين..
ولا شك أن فوز السيتي بسداسية مقابل هدف يتيم تشكل هاجسا انتقاميا لدى
المهاجم "الغليظ" واين روني ورفاقه.
ويعتقد السير أن صغاره على محك تاريخي مهم، خصوصا في حال تعرضهم
للخسارة، حيث أن ذلك سيكون بمثابة ضربة لا يمكن الإستفاقة منها إلا بعد
نهاية الدوري، على إعتبار أن فارق النقاط الثلاثة سيزول تماما ويتفوق الجار
اللدود بفارق الأهداف.
3
- خمسون سنة أعداء
ولا شك أن قناعة فيرغسون ومانشيني أن المنافسة قد تستمر بين
الجارين على ألقاب البطولات الأنكليزية لخمسين عام قادمة، ما هي إلا "طوبة"
جديدة في بناء العداء بين أنصار الفريقين، خصوصا وأن الدعم الذي يقدمه
المالك الجديد للسيتيزنز سيكون بمثابة الدماء الطازجة في عروق المنافسة.
ويحظى اليونايتد بتمويل كبير من مالكيه الجدد، وهو عاد مؤخرا إلى
المرتبة الأولى كأغنى فريق في العالم متفوقا على برشلونة وريال مدريد
الإسبانيين.
4
- استقطاب النخب
كما أن السيتي وبحكم الثورة التي أحدثها في البريمير ليغ نجح في
لفت أنظار أفضل المدربين واللاعبين في العالم، وهو ما قد يؤثر لاحقا على
فرق كبيرة جدا في أوروبا.. وها هو الحديث يتواتر عن احتمالية توجه
غوارديولا أو مورينيو حتى إلى مدينة مانشستر، كما كريستيانو رونالدو مثلا
بدأ يتحدث بصوت عال عن فقدانه لأيام الدوري الانكليزي.
وفي حال نجح السيتي في جلب أنظار العالم إليه أكثر في الموسم
المقبل، فإن اليونايتد لن يقف مكتوف الأيدي، وقد نجد أن عودة الكبار إلى
الدوري الانكليزي ما هي إلا قضية حتمية.
5- إهتمام العرب
ولا شك أن اهتمام المواطن العربي العاشق لكرة القدم لا يزال منصبا
على الدوري الإسباني، إلا أن الأعوام الأخيرة شهدت عودة أهل "الضاض" إلى
بيت كرة القدم .. الدوري الانكليزي، خصوصا وأن البريمير ليغ كان هو الأكثر
متابعة في الشرق الأدنى في حقبة النهضة الرياضية العربية خلال الثمانينيات
وبداية التسعينيات.
وما يزال الدوري الانكليزي رغم تراجع شعبيته قليلا هو الأعرق
والأكثر صرامة وجدية من وجهة نظر المتابعين، ويكفي أنه لا يمكن أن يحسم كل
عام إلا في الأمتار الأخيرة عموما، كحال مباريات كل على حدة خصوصا.
6
-
صعود السيتي
ولا شك أن تعاطف العرب مع الملكية العربية لنادي مانشستر سيتي
وتصاعد شعبية هذا الفريق، سيكون عاملا من عوامل تفوق هذا الدربي على غيره
من الدربيات، فلا يوجد حاليا أي فريق من كبار أوروبا يحظى بهذه الخصوصية.
ويملك رجال أعمال عرب عدد من الأندية المتوسطة أو الصغيرة في كافة
أنحاء أوروبا، كما تدعم مؤسسات عربية قمصان عدد من الفرق الكبيرة أمثال
آرسنال وبرشلونة، بيد أن السيتي هو حالة خاصة جدا.
7- ملعب الإتحاد
وأخيرا تكتسب المباراة أهمية إضافية كونها تقام على ملعب يحمل اسما
عربيا هو ستاد طيران الاتحاد الراعي الرسمي للسيتي، وعلى أمل أن يكون
الاتحاد شعارا للعرب ليس في الرياضة فحسب وإما في كل شيء.
من: حسام بركات
الإثنين أبريل 30, 2012 11:48 am